لتوقف دوري كرة القدم العراقي، باعتقادي أثر مهم في تكتل الناس حول مقتدى الصدر او الحكيم او غيرهم من عظماء زماننا,حيث بدل التناحر اللفظي حول (الشرطة والجوية والزوراء والطلبة) وأيهما الافضل في المستطيل الاخضر، راح المشجعون بالغريزة يتعصبون الى فرق جديدة تلعب على المستطيل الاسود. لدينا جماهير لديها كمية كامنة من الطاقة الهتافية ، ليس لديها سوى التشجيع والهتاف والصريخ والزعيق وعاش ويسقط وبالروح بالدم.
توقف الدوري او ضعف اثره تقريبا ، فاندفعت هذه الحشود الى تصريف حماسها وتشجيعها على فعاليات جيش المهدي، وتجمعات التيارالصدري والزيارات الشعبانية وغيرها.اعلام وهتافات وهوسات وعراضات وكتابات على الجدران .
ومثلما هو غير معروف الدافع الاساسي للانحياز لفريق كروي دون سواه ,والتعصب له بطريقة هستيرية تقرنه بالكرامة والشرف والكبرياء احيانا ,يتعصب الناس هنا الى ميليشيات واحزاب تلتف بشكل عام حول رمز ساذج وسطحي وليس لديه ادنى قدر من روح القيادة والكاريزما التي تؤهلة الى قيادة صخلتين كما يقول اهلنا..واغلب الاحيان يكون هذا الرمز كريهاً وشريراً وتعلن سيماؤه عن ملامح اجرامية دموية (مقتدى ،الحكيم،الحسني الصرخي وسواهم وجوه مشبوهة )
سيكلوجيا الجماهير أمر جرى فحصه في كثير من النظريات الاجتماعية, وكذلك سيكولوجية المشجعين في الملاعب، امراً لم يفت علماء الاجتماع، فافردوا له المؤلفات المهمة التي تقف عند مفاصل حيوية لتفسير حالات هستيريا التشجيع .لكن هناك اسئلة كثيرة ظلت دون اجابة من مثل:
-لماذ يشجع سالم دعيّر فريق برشلونه بشكل أعمى وجنوني حتى أصبح أسمه بين الناس سالم برشلونة؟
ما علاقة سالم ابن الثورة- جوادر- ببرشلونة؟ لماذا يرتعد ويهتز غضبا اذا احدهم هتف باسم ريال مدريد امامه؟، ثم هذا الاخير لماذا يهتف باسم ريال مدريد؟ من المؤكد انهما كلاهما لم يسافرا الى اسبانيا ولم يلتقيا نجوم ومدربي الفريقين، ولم تكن لهما حبيبات من برشلونة أو من مدريد, لكن سالم مستعد أن يكول عليك هذا وهابي ارهابي سلفي تكفيري و بعثي مفخخ اذا شعر حقا انك تستخف ببرشلونة.
سالم والالاف أمثاله غير مضرّين اذا ما انحسر ولاؤهم لميلانو وريال مدريد وبرشلونة ومانشستر وسواها من الفرق العالميّة والمحليّة، لكن الكارثة تبدأ عندما ينتقل هذا الى تشجيع العمائم السوداء واللعب بالوطن( ككرة) والهتاف باسماء لابسي هذه العمائم دون دراية او معرفة حقيقة بنواياها ودوافعها سوى انها من أبناء المرجعيات السابقة، كما لو ان العراق دارحضانة ابناء المرجعيات وان ميراثهم الشرعي هو الوطن كله ،.ربما هي عقدة الحسين اليتيم (ابن رسول الله) الذي قطعته سيوف اجدادنا ارباً اًرباً نقدمها الان لابناء الحسين الايتام.. .. ربما
,وفي الواقع نحن الايتام والمساكين واشكالنا من الهم والقهر صارت بنغاّلية.بينما وجوههم حمرة ومتفحة وخدودهم رمان هؤلاء الايتام المشوهين المنغوليين.
أمس شاهدت صبيان في عمر المراهقة، محشوون في باصات عتيقة (دك النجف) يرفعون أعلاماً عتيقة ويرددون شعاراتٍ سخيفة ك(عّجل فرجه وانصر ولده) وسواها, ضننتهم في البداية متوجهون الى ملعب الشعب الدولي، واذا بهم ينطلقون نحو الكوفة حيث قيل لهم ان السيد القائد مقتدى سيحظر شخصيا لالقاء خطبة الجمعة في مسجد الامام علي( ع).
نفس الرعاع والدهماء الذين دمروا أعصاب الامام علي كبل اكثر من الف واربعميت سنة راحوا اليوم الى الكوفة ولحسن الحظ انهم اليوم سيلاقون رجلا لايقل عنهم امية وجهل ورعونة يقول انه حفيد الامام علي.
خنجر لم يتركني لحالي معذبا لما اراه من ابناء مدينتي، طرق علىّ الباب وهو يضع كفنا ابيض على كتفه ويحمل كفناً اخر قدمه لي وهي يكرر: خو اخوك مانساك يالله البس كفنك وهاي السيارة طابكَة خل نروح للكوفة.(تخيلوا هذا البعير مصبّح عليّ بجفن ...ابن ال....)
من شفت خنجر بكفنه الابيض جنة سوبرمان بطني طكَت من الضحك و لو ما خفت ليكول تضحك على كفن السيد الصدر جان تمرغلت بالتراب من الضحك، كوة سيّطرت على نفسي....
كلته رفيق خنجر بروح ابوك روح اسمع الخطبة وتعال احجيلياها.بصراحة خطب السيد القائد صعبة عليّ و ما افتهمها.ّ
خنجر صفن شوية وكلي: لك خاف انت تصلي وية جماعة الحكيم بجامع( براثا)
لا بشرفي خنجر، الحكيم وقندرتك .بس اني اليوم مشغول، الجمعة الجاية اجي وياك للكوفة
انقلع خنجر وهو يردد: انت بكيفك بس راح اتفوتك خطبة السّيد
,طبكت الباب بكل قوتي وصرخت دون ان امسك اعصابي
اي درووووووووووح انعل ابوك لابو حتى الس.............. لابو ساعة السودة.
* هتاف يردده مشجعوا نادي الشرطة نكاية بنادي القوة الجوية
